Selasa, 23 September 2014

TUGAS AKHIR MA'HAD ALI BIN ABI THOLIB JOGJAKARTA "AL MAWANI' U FII THOLABIL 'ILMI'


البحث العلمي
ألإخلاص فى طلب العلم و عوائقه
(بحث مقدم لنيل شهادة إتمام الدرسات الإسلامية)
إعداد الطالبة :
إيندانج  سو بريهاتين
02.18321.238

معهد على بن أبى طالب
لتعليم اللغة العربية والدرسات الإسلامية يوكيا كرتا
التابع لمؤسسة مسلمي آسيا الخيرية بجاكرتا
باالتعاون مع:
جامعة المحمد ية بيوكياكرتا
العام الدراسي : 1433-1434ه/2013-2014م

لتعليم اللغة العربية والدرسات الإسلامية يوكيا كرتا
التابع لمؤسسة مسلمي آسيا الخيرية بجاكرتا
باالتعاون مع:
جامعة المحمد ية بيوكياكرتا
العام الدراسي : 1433-1434ه/2013-2014م
البحث العلمي
ألإخلاص فى طلب العلم و عوائقه
(بحث مقدم لنيل شهادة إتمام الدرسات الإسلامية)

          الباحثه                                                                           المشرفة


  (إيندانج سو بريهاتين(                                                          ) إيرستياني زهري، (Lc
   نا ئبة  مدير المعهد                                                                     إعتماد مدير المعهد


 ( ستي أمي معرفة, Lc)                                                        ( فتح الحمن كمال, ,Lc M.Si)                                             

المقدمة
                                                                                          
إنَّ الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله. من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فإنَّه لا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً. ثم أمَّا بعد: فإنَّ خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمَّد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. 
فلا ريب أن طلب العلم من أفضل القربات، ومن أسباب الفوز بالجنة والكرامة لمن عمل به، ومن أهم المهمات الإخلاص في طلبه، وذلك بأن يكون طلبه لله لا لغرض آخر؛ لأن ذلك هو سبيل الانتفاع به، وسبب التوفيق لبلوغ المراتب العالية في الدنيا والآخرة.
وقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال {: من تعلم علماً مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضاً من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة } يعني ريحها، أخرجه أبو داود بإسناد حسن. وأخرج الترمذي بإسناد فيه ضعف عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال{ من طلب العلم ليباهي به العلماء أو ليماري به السفهاء، أو ليصرف به وجوه الناس إليه أدخله الله النار}، فيجب عل كل طالب علم، وكل مسلم يطلع على هذه الكلمة، بالإخلاص لله في جميع الأعمال عملا بقول الله سبحانه وتعالى: 
{فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}  سورة الكهف الآية  :110  ، وفي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( يقول الله عز وجل: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه)). رواه مسلم 
فينبغى عل كل طالب علم، وكل مسلم، بخشية الله سبحانه، ومراقبته في جميع الأمور؛ عملاً بقوله عز وجل: إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ[ سورة الملك الآية 12]، وقوله سبحانه:{ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَان }) سورة الرحمن الآية 46 ( ، قال بعض السلف: رأس العلم خشية الله ، وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:  كفى بخشية الله علماً، وكفى بالاغترار به جهلاً، وقال بعض السلف:  من كان بالله أعرف كان منه أخوف،  ويدل على صحة هذا المعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه:  {أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له}،  فكلما قوي علم العبد بالله كان ذلك سببا لكمال تقواه وإخلاصه ووقوفه عند الحدود وحذره من المعاصي.
ولهذا قال الله سبحانه وتعالى{: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ }[سورة فاطر الآية 28}، فالعلماء بالله وبدينه، هم أخشى الناس لله، وأتقاهم له، وأقومهم بدينه، وعلى رأسهم الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ثم أتباعهم بإحسان.
ولهذا أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من علامات السعادة أن يفقه العبد في دين الله، فقال عليه الصلاة والسلام {من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين} أخرجاه في الصحيحين من حديث معاوية رضي الله عنه، وما ذاك إلا لأن الفقه في الدين يحفز العبد على القيام بأمر الله، وخشيته وأداء فرائضه، والحذر من مساخطه ويدعوه إلى مكارم الأخلاق، ومحاسن الأعمال، والنصح لله ولعباده.
طلب العلم عبادة عظيمة عند الله فلذلك لن يرضى الشيطان ويحول تضليل طالب العلم فيبتعده عنها كما قال تعالى {   قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ    إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ } سورة ص :82-83 .
ومن خطوات الشيطان يتزين فى عمل الإنسان فيكون رياء, و عجبا, و سمعة و حب المدح و كبرا وكل هذه تفسد الإخلاص فى النية. وفى رحلة طلب العلم يوجه الطالب بعوائق التي تجعل صعبة لتحقيق النجاح ولا يستطيع ان ينال مجد العلم الا المخلصون.1
                                    
أولا : سبب إختيار الموضوع و مشكلة البحث
و أفضل هذا الموضوع لتأكيد نفسى خصوصا و لطلبة العلم عموما, أن النية مهمة فى كل أمر, ولا تصح النية إلا لوجه الله وحده, وهي من أحد من شروط قبول العمل. و قد جربت فى سلوك طلب العلم و انا أم, و يجب علي تنظيم وقتى للتعلم, و لتطبيق وظيفتى فى المنزل. و أحيانا  الشغل جعلنى متعبا, إضافة الى اليأس بسبب قلة فهم الدرس و النتيجة غير جيدة عند الإمتحان التى صرفتنى من النية الصحيحة أحيانا. إن حماية النية  صعبة, أصعب من القول. ولا يعرف أحد هل أخلصت نفسه أم تعمل ضده, لأن النية فى قلب الإنسان ولا يدريكها إلا الله. أسأل الله أن تنفعنا بهذه الكتابة, لكي يذكر طالب العلم أن يحسن نيته قبل دراسته, فيكون علمه مفيدا لحياته فى الدنيا و الأخرة.
1. كتاب شرح حلية طالب العلم للشيخ للعثيمين رحمه الله بتصرف يسير جدا





ثانيا : تحديد مشكلة البحث
تتحدث هذه الكتابة عن المسألة تقصر أهمية النية و فضا ئلها و طريقة حمايتها و الأدب و الحكم و العوائق فى طلب العلم.

ثالث : فائدة البحث
بيان العوائق فى طلب العلم, و هذه هي العوائقه:
١. الوثوق بالمستقبل، والوثوق بالذكاء، والانتقال من علم إلى علم، قبل أن يحصّل منه قدرا يعتد به، أو من كتاب إلى كتاب قبل ختمه‏.‏
٢. طلب المال، أو ابببلجاه، أو الركون إلى اللذات البهيمية‏.‏
٣. ضيق الحال، وعدم المعونة على الاشتغال‏.‏
٤. أفعال الدنيا، وتقليد  الأعمال‏.
‏٥.‏ كثرة التأليف في العلوم، وكثرة الاختصارات، فإنها مخلة عائقة‏.‏
فأسأل الله عز وجل أن يمنحنا وجميع طلبة العلم وسائر المسلمين الفقه في دينه، والاستقامة عليه، وأن يعيذنا جميعاً من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه.



الفصل الأول: تعريف الإخلاص

الإخلاص في اللغة

 خلص: معناه: تنقية الشيء وتهذيبه [مقاييس اللغة 2/208]، وخلص خلوصاً وخالصة: صار خالصاً، والخالص: كل شيء أبيض يمتاز بالصفاء كالثلج.1
وأخلصه وخلّصه وأخلص لله دينه: أمحضه، والمُخْلَص الذي أخلصه الله - تعالى - وجعله مختاراً خالصاً من الدنس 2

الإخلاص في الاصطلاح
  
هو ترك الرياء والسمعة، وهو إسلام الوجه لله بإخلاص القصد والعمل له.
وقيل: هو إفراد الحق - سبحانه - بالقصد في الطاعة، وقيل: تصفية الفعل عن ملاحظة المخلوقين، وقيل: استواء
1 مقاييس اللغة 2/208

2. ابن فارس1/877





أعمال العبد في السريرة والعلانية، وقيل: تصفية العمل من كل شَوْب1
 فعلى هذا يكون الإخلاص : هو أن يقصد العبد بقوله وفعله وجهاده وجه الله وابتغاء مرضاته ، من غير نظر إلى مغنم أو مظهر أو جاه أو لقب أو تقدم أو تأخر أو ذكر ، قال تعالى {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}  الانعام 162

الإخلاص في طلب العلم يكون في أمورمنها:

الأول:أن تنوي بذلك إمتثال أمر الله لأن الله تعالى أمر بذلك فقال:{فإعلم أنه لآ إله إلآ الله}"سورة محمد:19 يحث سبحانه على العلم والحث على الشىء يستلزم محبته والرضا به و الأمر به.
الثاني:أن تنوى بذلك حفظ شريعة الله لأن حفظ شريعة الله يكون بالتعلم ويكون بالحفظ في الصدور
الثالث :أن تنوى بذلك حماية الشريعة والدفاع عنها لأنه لو لا العلماء ما ضمنت الشريعة و لا دافع عنها أحد .
الرابع :أن تنوى بذلك إتباع شريعة محمد عليه الصلاة والسلام :وأنه لايمكن أن تتبع شريعته حتى تعلم هذه الشريعة. وعليه فإلتزام التخلص من كل ما يشوب نيتك في صدق الطلب كحب الظهور والتفوق على الأقران وجعله سلما لأغراض وأعراض من جاه أو مال أو سمعة أو طلب محمدة أو صرف وجوه الناس إليك فإن هذه وأمثالها إذا شابت النية أفسدتها وذهبت بركة العلم2
1. تهذيب المدارج:321
2كتاب شرح حلية طالب العلم للشيخ للعثيمين رحمه الله بتصرف يسير جدا


الخلاصة:

الإخلاص هو أن يقصد العبد بقوله و فعله وجهاده وجه الله و إبتغاء مرضىا ته من غير نظر إلى مغنم أو مظهر أو جاه أو لقب أو تقدم أو تأخر أو ذكر.














الفصل الثانى: أهمية الإخلاص

فالإخلاص هو القاعدة الأولى التي تبنى عليها العبادة وتتم بها بجانب المتابعة، وتجعلها موجهة إلى الله وحَرِيَّة بقبوله ومثوبته، فالعبادة –أيًّا كانت فعلية أو قوليه لا تسمى عبادة ولا تكون نافعة إلا إذا صدرت من مؤمن وتوفر فيها الإخلاص لله والمتابعة لرسوله –صلى الله عليه وسلم
والإخلاص الذي يريده الله ويتوقف عليه قبول العمل هو إفراد الحق تعالى بالطاعات، وقصده بها دون غيره، وتجريدها وتصفيتها من قصد المحمدة أو الثناء أو معنى آخر سوى التقرب بها إلى الله وحده، وأن يكون باطن العامل كظاهره أو أحسن، وسره كعلنه أو أفضل، وأن يخشى الله ويراقبه في الظاهر والباطن. يقول ابن القيم –رحمه الله-: لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبة المدح والثناء والطمع فيما في أيدي الناس إلا كما يجتمع الماء والنار والضب والحوت”.
وبالإخلاص يثاب العبد ويؤجر على العمل، حتى ولو كان ذلك العمل دنيويًا، يقول –صلى الله عليه وسلم-: إنك لا تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها، حتى ما تجعل في امرأتك”. رواه البخاري.
وبالإخلاص تجاب الدعوات، وتكشف الكربات والشدائد، وينجو العبد من الفتن، ويدل على ذلك حديث الثلاثة الذين آواهم المبيت في الغار، فانطبقت عليهم الصخرة، فنجاهم الله بإخلاصهم وبأعمالهما الصالحة.
والإخلاص مصدره نية القلب، والنية هي معيار العمل ومقياسه العادل الذي تتميز به الأعمال طيبها من خبيثها، وصحيحها من فاسدها، ومقبولها من مردودها، ونافعها من ضارها. فالطاعات تتفاوت ويتفاوت أجرها بتفاوت النية فيها، وبما قام بالقلب منها.



فالإخلاص مسك القلب وماء حياته، ومدار الفلاح كله عليه، فاعلم أنك متى ما عودت نفسك مراقبة الله في أحوالك كلها أورثك الله خشيته ووهبك محبته؛ وذلك لأنك حينما تستحضر معية الله في أقوالك وأفعالك فإنما تعبد الله بالإحسان، والإحسان كما قال –صلى الله عليه وسلم- هو{: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك”.} رواه مسلم. 1

من فضائل الإخلاص 2

للإخلاص فضائل عظيمة وآثار جليلة ، منها
١-.  تعظيم العمل ، وتكثير الثواب :
فقد يكون العمل في ذاته يسيراً أو صغيراً لكن يعظم أجره بالنية الصالحة، قال الله عز وجل : ( والله يضاعف لمن يشاء ) سورة البقرة 261
قال ابن كثير : أي بحسب إخلاصه في عمله .
ويقول ابن المبارك رحمه الله رُبَّ عمل صغير تعظمه النية ، ورب عمل كبير تصغره النية
 2   . arabeyes.com




٢.حفظ القلب من الخيانة والحقد : 
قال النبي صلى الله عليه وسلم : " {... ثلاث لا يُغَلُّ عليهن قلب امرئٍ مؤمن أي لا يدخله حقد يزيله عن الحق}رواه ابن ماجة وصححه الأالباني : إخلاص العمل لله ، والمناصحة لأئمة المسلمين ، ولزوم جماعتهم ، فإن دعاءهم يحيط من ورائه. “ …
٣. حفظ الأمة وتحقيق النصر :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها ، بدعوتهم ، وصلاتهم ، وإخلاصهم رواه النسائي .3178
٤. حفظ العبد من الآفات المهلكة : 
قال الله عز وجل : (... كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين  ) يوسف:24
٥. النجاة من الشدائد :
ففي حديث الثلاثة الذين انسد عليهم الغار أنهم توسلوا إلى الله بصالح أعمالهم التي فعلوها ابتغاء وجه الله ، ففرَّج الله عنهم.
 ٦. الحفظ من تسلط الشيطان :
قال الله سبحانه وتعالى حاكياً عن إبليس : ( فبعزتك لأغوينهم أجمعين . إلا عبادك منهم المخلصين )
٧. رفعة الدرجات :
قال صلى الله عليه وسلم : " إنك لن تُخلَّف فتعمل عملاً تبتغي به وجه الله إلا ازددت به درجة ورفعة “ .رواه البخارى 3643
٨. الفوز بالجنة :
قال صلى الله عليه وسلم : " من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه دخل الجنةرواه مسلم
 تعريف العوائق

ا. لغة:
     -   من عاق/يعوق/عوقا
عائق/ عائقة, (ج) عوائق, عائق : كل ما عاقك و شغلك, الذى يعوق الناس من عمل الخير.ر
المعجم: المعجم المنجد.
-         عائق - ج ، عوائق وعوق:
1 عائق : كل أمر يعوق ويشغل .
2 - عائق في التربية وعلم النفس : كل نقص جسماني أو عقلي يعوق التعلم أو العمل .
3 - عائق : « عوائق الدهر »: شواغله، همومه.
المعجمالرائد
٢ ـ شرعا
-          العائق يعوق ، قال الخليل : العلة : حدث يشغل صاحبه عن وجهه ، و يقال : اعتله كذا ، أي اعتاقه ، قال : فاعتله الدهر وللدهر علل 1.
-         الحافظ ابن عرفها الصلاح بقوله : (( هي عبارة عن أسباب خفية ، غامضة ، قادحة ، فيه )) .
-         وعرفها النووي بقوله: (( عبارة عن سبب غامض ، قادح ، مع أنَّ الظاهر السلامة منه ))2
-          http://daralhadeeth.com 1
-          2. المصدر : http://majles.alukah.net

الخلاصة :
-       الإخلاص هو قاعدة أولى فى بناء و تمام العبادة و أحد شروط قبول العبادة, و سبب إستجابة الدعوات.
-       الإخلاص هو  ثياب العبد و يؤجر على العمل و يكون مصدرة نية القلب ومقياسة العمل الصحيح او الفاسد.
-       و الإخلاص مسك القلب و ماء الحياة الذى لا يتحلى به  المحسن فالعبد يشعر بالمراقبة الله.
-       الإخلاص له فضائل كثيرة.









الفصل الثالث:  تعريف طلب العلم

 طلب ) الطاء واللام والباء أصل واحد يدل على ابتغاء الشيء . يقال : طلبت الشيء أطلبه طلبا . وهذا مطلبي ، وهذه طلبتي . وأطلبت فلانا بما ابتغاه، 1
قال الليث : الطلب محاولة وجدان الشيء و أخذه 2
ونعرف أن طلب العلم هو محاولة وابتغاء العلم و أخذه.

ا. آداب طلب العلم3

نبغى. لطالب العلم التخلق بالأدب وحسن الخلق مع ربه، وشيخه، ونفسه
ولقد أشار القرآن الكريم إلى هذا الخلق في قصه موسى عليه السلام مع الخضر، في قول موسى عليه السلام للخضر: {هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا} [الكهف: ٦٦].
وفيه الأدب واختيار أفضل الكلمات في طلب العلم من موسى الكليم عليه السلام
1. ابن فارس وهو أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا القزويني الرازي ت395 هـ/1004 م)
2. الأزهري فى تحذيب اللغة, موقع الوراق
3. تذكرة السامع و المتكلم في أداب العالم و و المتعلم,  ابن جماعة  : 168


1. آداب طالب العلم مع نفسه:

- إخلاص النية لله عز وجل في طلب العلم:
فطلب العلم عبادة وقربة إلى الله عز وجل، قال تعالى: {وَما أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [البينة: ٥].
وقال تعالى: {فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: ١١٠].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئٍ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو إلى امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه"(
ولا يقصد بعلمه الأغراض الدنيوية، من تحصيل الرياسة والجاه والمال، ومباهاة الأقران، وتعظيم الناس له، وتصديره في المجالس ونحو ذلك، فيستبدل الأدنى بالذي هو خير.
قال سفيان الثوري رحمه الله: "ما عالجت شيئًا أشد عليّ من نيتي" 
- التقرب إلى الله بالطاعات وترك الذنوب، ودعاء الله بالتوفيق في طلب العلم:
قال تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [البقرة:٢٨٢].
- الرحلة في طلب العلم:
وهذا من دأب السلف يرحلون في طلب العلم، وقد ألف الخطيب البغدادي كتابًا سماه "الرحلة في طلب الحديث".
- العمل بما يعلم:
فقد جاء الذم والتحذير لمن ترك العمل بما يعلم:
قال تعالى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ}       [البقرة: 44].
عن أبي وائل، قال: قيل لأسامة: لو أتيت فلانًا فكلمتَه، قال: إنكم لترون أني لا أكلمه إلا أسمعكم، إني أكلمه في السرِّ دون أن أفتح بابًا لا أكون أول من فتحه، ولا أقول لرجل أن كان عليَّ أميرًا إنه خير الناس، بعد شيء سمعته من رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، قالوا: وما سمعته يقول: قال: سمعته يقول: "يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار، فتندلق أقتابه في النار، فيدور كما يدور الحمار برحاه، فيجتمع أهل النار عليه فيقولون: أي فلان ما شأنك؟ أليس كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ قال: كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه).
- دعاء الله عز وجل تحصيل العلم:
قال تعالى مرغبًا نبيه صلى الله عليه وسلم في طلب العلم والازدياد منه: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [طه: ١١٤].
- قراءة بعض الكتب المؤلفة في آداب طلب العلم.
- الحرص على استغلال الوقت في تحصيل العلم، وجمع الهم وتفريغ القلب لتحصيله:
قال تعالى: {مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ} [الأحزاب: ٤].
- تقييد العلم بالكتابة ثم المذاكرة.
- أن لا يغتر طالب العلم بما يتعلم، وأيضًا لا ييأس من تحصيل العلم:
فليعلم أن الله خلقنا لا نعلم شيئًا، فمَنَّ الله عز وجل على من شاء ويسر لنا سبل العلم، قال تعالى: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا} [النحل: ٧٨].

-ـ تجنب الثناء على النفس وتعظيمها:
وتجنب أمثال هذه الألفاظ: (قلنا) (عملنا) (فعلنا) وهكذا بما فيها ما يشعر بالكبر وتعظيم النفس.
- تجنب الخوض في مسائل الخلاف الفكرى والمنهجي، مما يضيع الوقت ولا يعود على طالب العلم بكثير فائدة.
- الحرص على قيام الليل وكثرة ذكر الله.
- الحرص على سمت طالب العلم المتمثل في اقتضاء سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
- ترك فضول الكلام والانشغال بما ينفع:
قال صلى الله عليه وسلم: ". ( اِحْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ, وَاسْتَعِنْ بِاَللَّهِ, وَلَا تَعْجَزْ) أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ.
- البدء بتعلم القرآن الكريم:
فهو أم العلوم وأساس الاستدلال، وبه يفتح الله الخير على طالب العلم، وكان سفنا الصالح يحرصون على البدء بالقرآن وتعليم أبنائهم القرآن في سن مبكر.
- السؤال عن ما يجهله طالب العلم:
قال تعالى: {فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [الأنبياء: ٧ ].
وللسؤال آداب منها:
أـ وضوح المسألة:
من تلك الأشياء التي يجب أن يراعيها السائل أن تكون مسألته واضحة غير ملتبسة (يعني أن يتبيّن المسألة قبل أن يسأل) والملاحظ أنّ من المسلمين مَنْ إذا جاء على باله مسألة أو واجهته مشكلة فإنه يأتي أهل العلم ويسألهم مباشرة، دون أن يستحضر ويستعد لتفاصيل هذه المسألة، أو مباشرة يرفع الهاتف ويسأل العالم عما عرض له دون أن يستحضر ما اتّصل بهذه المسألة، فإذا أتى العالمَ وسأل عن بعض التفاصيل قال: والله ما أعرف! هذا فلان أوصاني، هذا كذا، لا أدري!.
فلا بدّ للسائل أن يستحضر تفاصيل المسألة قبل أن يسأل؛ لأنّ السؤال تسأل فيه عن حكم الله جلّ وعلا الذي إذا أدركته (يعني أدركت الحكم) فقد برئت من التبعة، والمسئول (العالم) لا بد أن تكون المسألة عنده واضحة، وإلا فكيف يجيب على شيء ليس بواضح.
ب ـ اختصار السؤال للحفاظ على وقت الشيخ:
من الأدب الذي ينبغي مراعاته أن يستحضر السائل ضيق وقت المفتي، ضيق وقت المجيب على السؤال، فعليه أنْ يُعدّ السؤال بعبارة واضحة لا لَبْس فيها ولا غموض، ويجتهد في أن يعين المفتي على وقته، وحتى تكون المسألة أنفع؛ يعني لا تظن أن هذا الذي أجابك أو ردّ عليك بالهاتف من أهل العلم أنه لك وحدك، بل اعتقد أنّ الذي يسأل أهل العلم في اليوم عشرات الناس يسألون في كل وقت، فلابدّ من رعاية الحال والتأدبّ معهم في اختصار المسألة، وتقبّل الجواب بحسب ما أورد، فإذا كانت المسألة واضحة كان الجواب واضحًا، ولهذا ترى أنّ أسئلة جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم دليل على وضوح المسألة، وما ينبني على وضوح المسألة من وضوح الجواب، قال جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم: "أخبرني عن الإسلام" سؤال ملخص وواضح، "أخبرني عن الإيمان"، "أخبرني عن الإحسان؟" وعن أشراط الساعة قال: وما أمارتها.......الح"
ج ـ أن لا يسأل السؤال وهو يعرف جوابه:
من الآداب التي ينبغي مراعاتها في السؤال أنْ لا يسأل السائل أهل العلم عن شيء يعرف جوابه: بعض طلبة العلم، أو الذي لديهم اطلاع ومعرفة، يكون قد بحث المسألة وعرف ما فيها من الأقوال ونحو ذلك، فيأتي ويسأل، فإذا سأل وأجيب بجواب موافق لأحد الأقوأتى باعتراضات، يقول: هذا ما دليله؟ هذا الدليل قُدح فيه بكذا، أو وُجّه بكذا، قال بعض أهل العلم فيه كذا، ونحو ذلك.
ففرق ما بين أن تسأل لتستفيد أو لتعلم وأنت لا تعلم، وما بين أن تناظر.
والعالم أو المعلم لم يفتح لك المجال لتناظره، ابتدئ له وقُل: أنا أريد أن أناظرك في المسألة الفلانية،
ما معنى المناظرة؟ معناها أجادلك فيها، تعرف ما عندي وأعرف ما عندك حتى نصل إلى الحق، وهذا غير مطلوب مع عدم رعاية الأدب مع أهل العلم؛ لأن في ذلك بعض التّعدي على حق أهل العلم، إلا إذا أفصحت له بأنك تريد أن تبحث معه هذه المسألة، فإذا أذن لك بالبحث فإنه عند ذاك تخرج المسألة من كونها استفتاء وسؤال وجواب إلى مسألة بحث واستفصال، وهذا أيضًا يكون عند المتعلمين في مجالس العلم؛ فإنه يكون عنده معرفة بالجواب ولكن يسأل ليختبر (بعض الأحيان) أو ليُعْلِمَ غيره بأنه سأل سؤالًا جيدًا ونحو ذلك..

د ـ أن لا تذكر للعالم قول غيره:

بعض الناس يسأل أهل العلم بالهاتف (والهاتف الآن قرب وأكثر من إشكالات الأسئلة) يسأل واحدًا، وبعده يسأل الثاني، وبعده يسأل الثالث والرابع، فهو يضطرب في المسألة، ثم بعد ذلك يذهب إلى شيء غير جيّد وهو أنه يذهب إلى أسهل تلك الأقوال، وهذا لا ينبغي، فإنه الذي ينبغي في السؤال أن تبحث عمّن تثق بعلمه ودينه في ذلك، كما قال أهل العلم: ينبغي للمستفتي أنْ يسأل من يثق بعلمه ودينه، فإذا وثقتَ بعلم فلان ودينه فإنّك تسأله ولا تسأل غيره؛ لأنك إذا سألت غيره فإنه قد يكون عنده من الجواب غير ما يكون عند الأول فتقع أنت في حيرة.

ذ ـ أن لا يسجل الإجابة إلا بإذن العالم:
من الآداب المرعية في السائل أنه إذا سأل أهل العلم في الهاتف أو في غير الهاتف فلا يُسَجِّل الجواب مكتوبًا أو على جهاز التسجيل إلا بإذن العالم: وقد مرّ عليَّ بعض الإخوة مرة أنْ سجّل لأحد أهل العلم جوابًا ليس كما ينبغي، وهذا راجع إلى أنّ العالم يجيب على قدر الاستفتاء، ولو استحضر العالم أنّ هذا يسجل وأن الجواب سيسمعه آخرون لكان جوابه غير الجواب الأول.1
رـ من الأدب أن يسأل عن مسألته بوضوح وأدب بغير حرج.
وفي الحديث أن رجلًا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له: إني سائلك فمشدد عليك في المسألة، فلا تجد علي في نفسك؟ فقال: "سل عما بدا لك". فالرجل الأعرابي جاء يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عما
1صالح بن عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ: فى الموسوعة الشاملة
يريد، وقدم بين يده كلمات طيبة، فكان جوابه صلى الله عليه وسلم "سل عما بدا لك".
-ـ أن يتواضع لشيخه ويوقره ويحترمه:
وكان ذلك من دأب سلفنا الصالح رحمهم الله، وأخذ ابن عباس رضي الله عنهما مع جلالته ومرتبته بركاب زيد بن ثابت الأنصاري، وقال: هكذا أُمرنا أن نفعل بعلمائنا.
وقال أحمد بن حنبل لخلف الأحمر: لا أقعد إلا بين يديك، أُمِرْنَا أن نتواضع لمن نتعلم منه.
وقال الغزالي: لا ينال العلم إلا بالتواضع وإلقاء السمع.
- لبس الثياب الطيبة:
وهذا ما فعله جبريل مع النبي صلى الله عليه وسلم:
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه (( بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب....." الحديث رواه مسلم
فينبغى أن يحرص طالب العلم على حسن مظهره ونظافة ثيابه وطيب رائحته.

2. آداب طالب العلم مع الشيخ :

- الدنو من الشيخ وحسن الجلوس بين يديه:
كما في حديث جبريل، وفيه: لما جاء جبريل يسأل النبي صلى الله عليه وسلم جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه  ثم بدأ يسأل النبي صلى الله عليه وسلم.
- الاستئذان إن أراد أن يدخل الحلقة أو يقوم منها:
- عدم مقاطعة الشيخ عند حديثه حتى يفرغ من حديثه:
ولما جاء أعرابي يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة، والنبي صلى الله عليه وسلم يتحدث، لم يقطع النبي صلى الله عليه وسلم حديثه، وعندما انتهى أخبره.
عن أبي هريرة قال: بينما النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس يحدث القوم، جاءه أعرابي فقال: متى الساعة؟ فمضى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يحدث، فقال بعض القوم: سمع ما قال فكره ما قال، وقال بعضهم: بل لم يسمع، حتى إذا قضى حديثه قال: "أين (أراه السائل عن الساعة) قال: ها أنا يا رسول اللَّه، قال: "فإذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة"، قال: كيف إضاعتها؟ قال: "إذا وُسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة". أخرجه البخاري


3. آداب طالب العلم في حلقته:

- إن دخل الحلقة يبدأ بإلقاء السلام.
- إن دخل المسجد أن يصلى تحية المسجد.
- أن لا يتخطى الرقاب في الحلقة ويجلس حيث انتهى به المجلس.

آداب العالم:

- التواضع، والعمل بما يعمل، والصدع بالحق وعدم كتمان الحق الذي علمه الله إياه:
فالله عز وجل أخذ من العلماء الميثاق أن يبينوه ولا يكتمونه، قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ} [آل عمران: ١٨٧]
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [الأنفال: 27]
وقال تعالى: {بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ} [المائدة:44]


- أن يكون ربانيًّا يعلم الناس ويخاطبهم بما يعلمون:
قال علي: "حدثوا الناس، بما يعرفون، أتحبون أن يكذَّب الله ورسوله؟!".
- أن يحافظ على المندوبات الشرعية القولية والفعلية:
فيلازم تلاوة القرآن، وذكر الله تعالى بالقلب واللسان، وكذلك ما ورد من الدعوات والأذكار في آناء الليل والنهار، ومن نوافل العبادات من الصلاة والصيام وحج البيت الحرام والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؛ فإن محبته وإجلاله وتعظيمه واجب، والأدب عند سماع اسمه وذكر سنته مطلوب وسنة. .
-معاملة الناس بمكارم الأخلاق:
من طلاقة الوجه، وإفشاء السلام وإطعام الطعام، وكظم الغيظ، وكف الأذى عن الناس، واحتماله منهم والإيثار، وترك الاستئثار، والإنصاف، وترك الاستنصاف، وشكر التفضل، وإيجاد الراحة، والسعي في قضاء الحاجات، وبذل الجاه في الشفاعات، والتلطف بالفقراء، والتحبب إلى الجيران والأقرباء، والرفق بالطلبة، وإعانتهم وبرهم. 

5ـ وإذا رأى من لا يقيم صلاته أو طهارته أو شيئًا من الواجبات عليه إرشاده بتلطف ورفق:

كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الأعرابي الذي بال في المسجد، ومع معاوية بن الحكم لما تكلم في الصلاة.
- الحفاظ على وقت الدرس:
فلا يسترسل في الكلام مع طالب بعينه فينقضي الوقت.
- تشجيع المجتهدين.
-ـ التوجيه والنصح بإخلاص:
فكثيرًا ما يسلك طالب العلم طريقًا ليس أهلًا له؛ فينبغي للعالم توجيهه ونصحه.
- ومن أدب العالم أن لا يكثر التأخر والتخلف عن درسه، وينبغي أن يقدم طلبته على كثير من أمور دنياه.
- الصبر على السائل:
فطباع الناس تختلف، وكان الأعرابي يأتي يخنق النبي صلى الله عليه وسلم ويسأله فيتلطف له.1
الخلاصة :
-       طلب العلم هو محاولة وابتغاء العلم و أخذه.
-       فى طلب العلم آداب مختلفة: آداب طالب العلم نفسه و آداب طالب العلم مع الشيخ, آداب طالب العلم فى الحلقة, و الآدب عند العالم.
-       و يكون الآدب أمرمهم و يجب على طالب العلم أن يدرس قبل دراسة.


 
 1. تذكرة السامع و المتكلم في أداب العالم و و المتعلم,  ابن جماعة  : 168




الفصل الرابع : حكم طلب العلم1

          طلب العلم الشرعي فرض كفاية إذا قام به من يكفي صار في حق الآخرين سنة، وقد يكون طلب العلم واجباً على الإنسان عيناً أي فرض عين، وضابطه أن يتوقف عليه معرفة عبادة يريد فعلها أو معاملة يريد القيام بها، فإنه يجب عليه في هذه الحال أن يعرف كيف يتعبد لله بهذه العبادة وكيف يقوم بهذه المعاملة، وما عدا ذلك من العلم ففرض كفاية وينبغي لطالب العلم أن يشعر نفسه أنه قائم بفرض كفاية حال طلبه ليحصل له ثواب فاعل الفرض مع التحصيل العلمي.
        ولا شك أن طلب العلم من أفضل الأعمال، بل هو من الجهاد في سبيل الله، ولاسيما في وقتنا هذا حين بدأت البدع تظهر في المجتمع الإسلامي وتنتشر وتكثر، وبدأ الجهل الكثير ممن يتطلع إلى الإفتاء بغير علم، وبدأ الجدل من كثير من الناس ، فهذه ثلاثة أمور كلها تحتم على الشباب أن يحرص على طلب العلم.
 أولا: بدع بدأت تظهر شرورها.
 ثانيًا: أناس يتطلعون إلى الإفتاء بغير علم.
 ثالثاً: جدل كثير في مسائل قد تكون واضحة لأهل العلم لكن يأتي من يجادل فيها   بغيرعلم.  فمن أجل ذلك
1. كتاب العلم : محد بن صالح العثيمن
 فنحن في ضرورة إلى أهل علم عندهم رسوخ وسعة اطلاع، وعندهم فقه في دين الله، وعندهم حكمة في توجيه عباد الله لأن كثيراً من الناس الآن يحصلون على علم نظري في مسألة من المسائل ولا يهمهم النظر إلى إصلاح الخلق وإلى تربيتهم، وأنهم إذا أفتوا بكذا وكذا صار وسيلة إلى شر أكبر لا يعلم مداه إلا الله.1

فضائل العلم

1-     أنه إرث الأنبياء، فالأنبياء – عليهم الصلاة والسلام – لم يورثوا درهماًَ ولا ديناراً وإنما ورثوا العلم، فمنْ أخذ بالعلم فقد أخذ بحظ وافر . (رواه الترمذي)
2-     أنه يبقى والمالي يفنى، فهذا أبو هريرة  - رضي الله عنه – من فقراء الصحابة حتى إنه يسقط من الجوع كالمغمي عليه وأسألكم بالله هل يجري لأبي هريرة ذكر بين الناس في عصرنا أم لا ؟ نعم يجري كثيرا فيكون لأبي هريرة أجر من انتفع بأحاديثه، إذ العلم يبقى والمال يفنى، فعليك يا طالب العلم أن تستمسك بالعلم فقد ثبت في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا مات الإنسان، انقطع عمله إلا من ثلاث؛ صدقة جارية أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له ) رواه مسلم
3-    أنه لا يتعب صاحبه في الحراسة؛ لأنه إذا رزقك الله علماً  فمحله في القلب لا يحتاج إلى صناديق أو مفاتيح أو غيرها، هو في القلب محروس، وفي النفس محروس، وفي الوقت نفسه
1. كتاب العلم : محد بن صالح العثيمن


هو حارس لك؛ لأنه يحميك من الخطر بإذن الله – عز وجل – فالعلم يحرسك، ولكن المال أنت تحرسه تجعله في صناديق وراء الإغلاق، ومع ذلك تكون غير مطمئن عليه.
4-   أن الإنسان يتوصل به إلى أن يكون من الشهداء على الحق، والدليل قوله تعالي: ] شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ (آل عمران: الآية18). فهل قال: (( أولو المال))؟ لا، بل قال :( وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ [فيكفيك فخراً يا طالب العلم أن تكون ممن شهد لله أنه لا إله إلا هو مع الملائكة الذين يشهدون بوحدانية الله – عز وجل –
5-    أن أهل العلم هو أحد صنفي ولاة الأمر الذين أمر الله بطاعتهم في قوله تعالي: ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ [  (النساء:الآية59). فإن ولاة الأمور هنا تشمل ولاة الأمور من الأمراء والحكام، والعلماء وطلبة العلم؛ فولاية أهل العلم في بيان شريعة الله ودعوة الناس إليها وولاية الأمراء في تنفيذ شريعة الله وإلزام الناس بها.
6-   أن أهل العلم هو القائمون على أمر الله تعالى حتى تقوم الساعة، ويستدل لذلك بحديث معاوية – رضى الله عنه – يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقوم: (( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين، وإنما أنا قاسم والله يعطي ولن تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله )) . رواه البخاري.
وقد قال الإمام أحمد عن هذه الطائفة: (( إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم )).
7-      أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يرغب أحداً أن يغبط أحداً على شيْ من النعم التي أنعم الله بها إلا على نعمتين هما:
ا-     طلب العلم والعمل به.
ب-   التاجر الذي جعل ماله خدمة للإسلام. فعن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه   قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا حسد إلا في اثنتين: رجل أتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله حكمةً فهو يقضي بها ويعلمها) رواه البخاري، مسلم، ابن ماجة
8-    ما جاء في الحديث الذي أخرجه البخاري عن أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضاً فكان منها طائفة طيبة، قبلت الماء، فأنبتت الكلأ والعُشب الكثير، وكانت منها أجادب أمسكت الماء، فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا، وأصاب طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تُمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقُه في دين الله ونفعهُ ما بعثني الله به ، فعلم وعلم ، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ، ولم يقبل هُدى الله الذي أرسلتُ به). رواه مسلم.
9-   أنه طريق الجنة كما دل على ذلك حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( ومن سلك طريقا يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة. )). رواه مسلم.
10-    ما جاء في حديث معاوية – رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من يرد الله به خيراً يُفقهه في الدين) رواه مسلم . أي يجعله فقيهاً في دين الله – عز وجل - ، والفقه في الدين ليس المقصود به فقه الأحكام العملية المخصوصة عند أهل العلم بعلم الفقه فقط، ولكن المقصود به هو: علم التوحيد، وأصول الدين، وما يتعلق بشريعة الله – عز وجل -. ولو لم يكن من نصوص الكتاب والسنة إلا هذا الحديث في فضل العلم لكان كاملاً في الحثً على طلب علم الشريعة والفقه فيها.
11-   أن العلم نور يستضيء به العبد فيعرف كيف يعبد ربه، وكيف يعامل عباده، فتكون مسيرته في ذلك على علم وبصيرة.
12-   أن العالم نور يهتدي به الناس في أمور دينهم ودنياهم، ولا يخفي على كثير منّا قصة الرجل الذي من بني إسرائيل قتل تسعا ًوتسعين نفساً، فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على رجل عابد فسأله هل له من توبة ؟ فكان العابد استعظم الأمر فقال: لا. فقتله فأتم به المائة، ثم ذهب إلى عالم فسأله فأخبره أن له توبة وأنه لاشيء يحول بينه وبين التوبة ، ثم دله على بلد أهله صالحون ليخرج إليها،فخرج فأتاه الموت في أثناء الطريق.والقصة مشهورة. فانظر الفرق بين العالم والجاهل.
13-   أن الله يرفع أهل العلم في الآخرة وفي الدنيا، أما في الآخرة فإن الله يرفعهم درجات بحسب ما قاموا به من الدعوة إلى الله – عز وجل – والعمل بما علمـوا ، وفي الدنيا يرفعهم الله بين عبـاده بحسب ما قاموا به. قال الله تعالى: ]  يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ[ (المجادلة: الآية11).

الخلاصة:
-        طلب العلم الشرعي فرض كفاية إذا قام به من يكفي صار في حق الآخرين سنة.
-        قد يكون طلب العلم واجباً على الإنسان عيناً أي فرض عين.
-       يكون طلب العلم أمرا مشروعا لأن له فضائل كثيرة.




 الفصل الخامس: الإخلاص في طلب العلم و عوائقه 1

قال تعالى : (( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء )) [ البينة /5 ] .
قال بعض السلف : أعز شيئ في الدنيا الإخلاص ، وكم أجتهد في إسقاط الرياء عن قلبي ، وكأنه ينبت فيه على لون آخر. 

ا. سلسلة في طلب العلم

أولاً ــ  حقيقة الإخلاص : 
الإخلاص : انبعاث القلب إلى جهة المطلوب التماسًا .
وقال بعضهم : الإخلاص تغميض عين القلب عن الالتفات إلى سوى الله تعالى .
وقيل : الإخلاص سر بين اله وبين العبد ، لا يعلمه ملك فيكتبه ، ولا شيطان فيفسده ، ولا هوى فيميله .
فالإخلاص تصفية الفعل عن ملاحظة المخلوقين ، فمتى أفردت ربك بالطاعة ، ونسيت رؤية الخلق بدوام نظرك إلى الخالق ، فقد تحقق لك الإخلاص . 
روى الإمام البخاري في صحيحه في كتاب الإيمان برقم ( 54 ) فقال : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ عَنْ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ وَلِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ
1.saaidnet.com حسام الدين سليم الكيلاني
هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لدُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ امْرَأَةٍ
 يَتَزَوَّجُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ . 

ثانيا: أهمية التعلم و التفقه و طلب العلم بإخلاص
العلم عبادة من العبادات ، وقربة من القرب ، فإنْ خلصت فيه النية قُبِل وزكا ، ونمت بركته ، وإن قصد به غير وجه الله تعالى حبط وضاع ، وخسرت صفقته.وعند ابن ماجه برقم ( 253 ) قال : حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنَا أَبُو كَرِبٍ الْأَزْدِيُّ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِيُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ أَوْ لِيُبَاهِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ أَوْ لِيَصْرِفَ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ فَهُوَ فِي النَّارِ . [ وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع (6158)].
فهذا الحديث الخطير قاضٍ بأنَّ على طالب العلم أن يصحح نيته في طلبه ، فلا يكون إلا لله وحده ، يبتغى عنده الرضوان ، ويرجو لديه الثواب ، لا ليرتفع به في أعين الناس ، ويعلو به فوق أعناقهم . 





ثالثاً ــ كيفية طلب العلم : 
لطلب العلم وسيلتان :
1 ــ الكتـــــاب :
         فهو العمود الفقري لكل طالب علم، والوسيلة الأساسية في الطلب. وللكتاب آداب يجب على طالب العلم الإحاطة بها.
2 ــ الشــــيـخ :
 ولا يصح طلب علم بدونه، وقديما قيل: (من كان شيخه كتابه كان خطؤه أكثر من صوابه).
غير أنه يمكن لطالب العلم في المراحل المتقدمة أن يعتمد على نفسه في التلقي من الكتاب ؛ لأنه في نظري امتلك مفاتيح العلوم الأساسية، ومن الأفضل لو كان له أحد المشايخ يوده بصورة مستمرة يستشيره ويستوضحه فيما أشكل عليه، والله أعلم.
وينبغي لطالب العلم أن يختار من الشيوخ الأعلم والأورع والأتقى، لأنه كما قال ابن سيرين ومالك وغيرهما: (إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذوا دينكم).
وللطالب آداب حسان مع شيخه يجب الالتزام بها .






رابعاً ــ  النيته الصحيحة

إذا ما أراد طالب العلم أن يصحح من نيته فعليه ملاحظة ما يلي :
1ــ حسن النية :
روى الإمام البخاري في صحيحه في كتاب الإيمان برقم ( 54 ) فقال : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ عَنْ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ وَلِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لدُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ . متفق عليه واللفظ للبخاري .
فالله الله على النية، فرب عمل صغير تعظمه النية، ورب عمل كبير تصغره النية.
وكما قال يحيى بن أبي كثير: تعلموا النية، فإنها أبلغ من العمل .
إن النية عبارة عن المحرك والباعث الحقيقي الكامن بين وجدانك، فلا يطلع عليه غيرك.
فمثلا أنت الآن تريد أن تطلب العلم، فما الذي دفعك إلى ذلك؟!! هل لطلب مكانة اجتماعية، هل من أجل أن يقول الناس عنك؟  هذا طالب علم ممتاز، أم لأجل النجاح في الجامعة، أم من أجل شهادة تعلقها في الصالون .
قال ابن جماعة : حسن النية في طلب العلم بأن يقصد به وجه الله تعالى والعمل به ، وتنوير قلبه، وتحلية باطنه،والقرب من الله تعالى يوم القيامة ، والتعرض لما أعد لأهله من رضوانه ، وعظيم فضله .
قال سفيان الثوري : ما عالجت شيئاً أشد عليَّ من نيتي .
فالنية هي الأصل ، والله الحسيب والرقيب ، مطلع على السرائر والضمائر ، لا تخفي عليه خافية ، وكم من عمل يتصور بصورة أعمال الدنيا فيصير بحسن النية من أعمال الآخرة ، وكم من عمل يتصور بصورة أعمال الآخرة فيصير بسوء النية من أعمال الدنيا فلتحذر .
2 ــ قصد الآخرة :
ولا يقصد به الأغراض الدنيوية ؛ من تحصيل الرياسة والجاه والمال ، ومباهاة الأقران ، وتعظيم الناس له ، وتصديره في المجالس ونحو ذلك ، فيستبدل الأدنى بالذي هو خير.
قال أبو يوسف رحمه الله : يا قوم أريدوا بعملكم الله تعالى ، فإني لم أجلس مجلساً قط أنوي فيه أن أتواضع إلا لم أقم حتى أعلوهم ، ولم أجلس مجلساً قط أنوي فيه أن أعلوهم إلا لم أقم حتى أفتضح .
3 ــ الطاعة : فالعلم رزق لا ينال بالمعصية :
عن أبي أمامة قال : قال صلى الله عليه وسلم : ((إنَّ روح القدس نفث في روعي أن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها ، وتستوعب رزقها ، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ، و لا يحملن أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله فإن الله تعالى لا ينال ما عنده إلا بطاعته))[أخرجه أبو نعيم في الحلية وصححه الألباني في صحيح الجامع (2085)] . 
4 ــ احذر الرياء :
قال عبد الله الأنطاكي : من طلب الإخلاص في أعماله الظاهرة ، وهو يلاحظ الخلق بقلبه ، فقد رام المحال ؛ لأنَّ الإخلاص ماء القلب الذي به حياته ، والرياء يميته .
فلا بد إذاً للنجاة في الآخرة ، وللانتفاع بالعلم في الدنيا ، والنفع به ، من الإخلاص ، رزقنا الله وإياكم إياه .
 5 ـ احذر النفاق :
           احذر أن تكون منافقاً ، وأنت لا تشعر ، مرائياً من حيث لا تعلم ، احذر الشهوة الخفية ،فإنَّ كثيراً من طلاب العلم سقطوا لمَّا غفلوا عن تلك الشهوات الخفية ، وهي عند الله من الكبائر، ولعلها أكبر من الزنى وشرب الخمر ، وهذه الشهوات الخفية تهجم على قلب المتعلم صغيراً كان أو كبيراً ، مشهوراً كان أو مغموراً ، فتفسد عمله ، وتخيِّب قصده ، عافانا الله وإياكم منها. .
إنها شهوة الترفع وحب الظهور ، شهوة كسب الاحترام والتوقير.، شهوة طلب الشهرة وأن يشار إليه بالبنان.، إنها مصيبة اتخاذ العلم وسيلة لنيل غرض من أغراض الدنيا ؛ لبناء الأمجاد الشخصية ، والعلو على الناس ، والاستعظام عليهم ، واحتقار الآخرين وازدرائهم ، وعيبهم والتشنيع عليهم ، شهوة حب التصدر ، وأن ينشغل الناس به ، وينقادوا إليه ، ثم تكون النتيجة : الكبر.، الغرور.، العجب.، الأنانية ، وحب الذات ،. وعبادة النفس ، والانتصار لها ، والغضب لها ،. وعبادة الهوى .
6 ــ البعد عن التكبر والغرور :
            فإنهما السم القاتل لطالب العلم، فوالله ما تواضع طالب العلم إلا رفع الله شأنه، وما أصاب الغرور والكبرياء طالب علم إلا أذهب الله بركة علمه، ووالله إنه مجرب في كل وقت وكل حين، فاقبلها ولا تدعها فتكون من الخاسرين.
الغرور والكبرياء يصرفك عن الدعوة وحب الهداية للناس ، إلى منافسة الأقران، التي تورث التباغض والتشاحن والغيرة ......
7 ــ العمل ... العمل :
           لأنه ثمرة العلم النافع، فالعلم إذا لم يصحبه عمل، فهو علم بلا ثمرة، فالنصيحة أن يذهب هذا الطالب لشيء أخر له ثمرة كالتجارة فثمرتها الربح والمال، فلعلها تكون أنفع له من طلب العلم. ويدخل في العمل ترك جميع المنكرات، وفعل جميع الطاعات..الخ.
لا ينبغى لطالب العلم أن يكون من  أعماله مفلسا ولا من الاجتهاد فى طاعة خاليا, ويتقن أن العلم المجرد لا ينفع صاحبه كما لو كان مع رجل عشرة أسياف هندية وهو في صحراء, فخرج عليه أسد عظيم, فهل تدفع عنه هذه الأسلحة دون أن يستعملها؟ كذلك مثل العلم و العمل, لا فائدة في الأول بدون الثاني.1
1 كتاب القراءة للمستوى الرابع, الدرس الخامس عشر, الصفحة 81
8 ــ الصبر :
          الصبر على كل ما يخدم طلبك للعلم، الصبر على شيخك إذا وجدت منه خلقا لا يعجبك، والصبر على الحفظ إن كان لك وردا وتحافظ عليه، والصبر على قلة الرزق، إن تسبب انشغالك به قلة الوارد المالي .
9 ــ ترك المراء ولو كنت صادقاً :
        لأن المماراة لا تنشر العلم ، وإنما تنشر البغضاء والشحناء ، وتورث الكبرياء والغرور، وفي المقابل لا بأس بالمناظرات في الحق والمناقشات البناءة،لأن في المناظرات والمناقشات إظهار للحق وإبطال للباطل كما لايخفى، وتدرب على سبر العلوم. إذا كانت المناقشة هادئة تبغي الوصول الى المعرفة و البحث عن الحقيقة. والمناقشة على هذا النحو لا عيب فيها, ولا ضرر منها, بل إن واجب المرء دائما أن يسأل ليعرف, ويناقش ليفهم و يطمئن.
وقد سأل إبراهم صلى الله عليه وسلم ربه قائلا { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} البقرة 260 .و سأل موسى عليه السلام ربه : {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي} الأعرف:  143
فالسوائل مفتاح المعرفة, إذا غاب, غاب جزء كبير منها¸ ولكن الذى يجب أن تبتعد عنه, يبتعد عنه كل مناقش هو المراء. نعم, المراء با لباطل و الجدل الذي يدفع الإنسان إلى الغضب, وينتقل باالمناقشة من الهدوء إلى الثورة : لأن يريد أن يحمل الأخرين على الإقتناع برأيه بالقوة و الشدة, لا بالدليل و الحجة.1
1كتاب القراءة للمستوى الرابع, الدرس التاسع عشر, الصفحة 100-101


10 ــ عدم الاقتصار على علم واحد في طلب العلم : 
            لأن طلب العلم مثل الأعداد له بداية وليس له نهاية. لأنك في البداية تحتاج لمفاتيح العلوم، لتسير في درب العلم هاديا مهديا. 
11 ــ ترك التعصب :
          لا  جد مانع للوصول إلى الحق مثل التعصب، فمن تعصب لفلان من الناس، أو لجماعة ، أو لمذهب ، أو تيا   ر ، أو شيخ ، أو حاكم ، أو مؤلف ...الخ فاغسل يدك منه، وكبر عليه أربعة ، و ادع الله له بالرحمة فإنه في عداد الأموات، ولن يحيا حتى يدع التعصب إلا للحق، ومثل هذا لا تتعب نفسك في مناقشته ومحاورته، بالله عليك هل يمكن مناقشة الأموت ؟ لا والله ، فهو لا خير في مناقشته قط حتى يدع التعصب .
 12 ــ اقتصد فيما يروح النفس :
         مما لا شك فيه أن النفس البشرية جبلت على حب المزاح واللعب أحيانا، وهذه لا بأس فيه ، فقد فعله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما هو مشهور ، ولكن ضابط ذلك إذا جاز الفعل شرعا، ولكن محل النصيحة الاقتصاد في ذلك حتى لا يموت القلب .
13 ــ امسك عليك لسانك :
        فطالب العلم معرض للنيل من عرضه ، ومعرض للحوار مع بعض السفهاء أو الجهلة، ومعرض لمشاغبات الأقران والحاسدين، فإن لم يتحلى برباطة الجأش، وقوة القلب، استدرج يمينا وشمالا حتى يتلف ويسقط في هذا المستنقع الوَحِلِ، كما هو مشاهد في كثير من الأحيان .


خامسا: حماية الإخلاص

قيل لسهل التستري ـ رحمه الله ـ : أي شيء أشد على النفس ؟!!
قال : الإخلاص إذ ليس لها فيه نصيب. .
فالنفس تحب الظهور والمدح والرياسة ، وتميل إلى البطالة والكسل ، وزينت لها الشهوات ولذلك قيل : تخليص النيات على العمال أشد عليهم من جميع الأعمال .
وقال بعضهم : إخلاص ساعة نجاة الأبد ، ولكن الإخلاص عزيز .
كان سفيان الثوري يقول : قالت لي والدتي : يا بُني لا تتعلم العلم إلا إذا نويت العمل به ، وإلا فهو وبال عليك يوم القيامة .
وقد قيل لذي النون المصري ـ رحمه الله تعالى ـ : متى يعلم العبد أنه من المخلصين ؟
فقال: إذا بذل المجهود في الطاعة ، وأحب سقوط المنزلة عند الناس .
وقيل ليحيى بن معاذ ـ رحمه الله تعالى ـ : متى يكون العبد مخلصاً ؟
فقال : إذا صار خلقه كخلق الرضيع ، لا يبالي من مدحه أو ذمه .
وأمَّا الزهد في الثناء والمدح ، فيسهله عليك أنه ليس أحد ينفع مدحه ويزين ، ويضر ذمه ويشين ، إلا الله وحده . 




سادسا: معوقات الإخلاص وعلاجها

1) الطمع :
 وعلاجه اليأس مما في أيدي الناس ، وتعلق القلب بالله والرغبة فيما عنده .
2) حب المدح :
 وعلاجه علمك أنَّ الممدوح حقًا من رضي الله عنه وأحبه ، وإنْ ذمَّه الناس . وقال آخر : لن يكون العبد من المتقين حتى يستوي عنده المادح والذام .
3) الرياء :
فعلى طالب الإخلاص أن يعلم أنَّ الخلق لا ينفعونه ولا يضرونه حقيقة ، فلا يتشاغل بمراعاتهم ، فيتعب نفسه ، ويضر دينه ، ويحبط عمله كله ، ويرتكب سخط الله تعالى ، ويفوت رضاه ، واعلم أنَّ قلب من ترائيه بيد من تعصيه . 
4) العجب :
وطريقة نفي الإعجاب أن يعلم أنَّ العمل فضل من الله تعالى عليه ، وأنه معه عارية ، فإنَّ لله ما أخذ ، ولله ما أعطى ، وكل شيء عنده بأجل مسمى ، فينبغي ألا يعجب بشيء لم يخترعه ، وليس ملكاً له ، ولا هو على يقين من دوامه .
5) احتقار الآخرين واستصغارهم وازدرائهم :
وطريقة نفي الاحتقار التأدب بما أدبنا الله تعالى به . قال تعالى : " فلا تزكوا أنفسكم " [ النجم/ 32 ] . وقال تعالى : " إنَّ أكرمكم عند الله اتقاكم" [الحجرات/13] ، فربما كان هذا الذي يراه دونه أتقى لله تعالى ، وأطهر قلباً ، وأخلص نية ، وأزكى عملاً ، ثم إنه لا يعلم ماذا يختم له به .
العوائق في طلب العلم

 إن على كل خير عائق ومانع؛ وعلى العلم عوائق و موانع، منها‏:‏
١. الوثوق بالمستقبل، والوثوق بالذكاء، والانتقال من علم إلى علم، قبل أن يحصّل منه قدرا يعتد به، أو من كتاب إلى كتاب قبل ختمه‏.‏
أما الوثوق بالمستقبل‏:‏ فلا ينبغي للعاقل، لأن كل يوم آت بمشاغله، فلا يؤخر شغل يومه إلى غد‏.‏
وأما الوثوق بالذكاء‏:‏ فهو من الحماقة، وكثير من الأذكياء فاته العلم بهذا السبب‏.‏
وأما الانتقال من علم إلى علم، قبل أن يستحكم الأول، فهو‏:‏ سبب الحرمان عن الكل، فلا يجوز، وكذا الانتقال من كتاب إلى كتاب كذلك‏.
٢. طلب المال، أو الجاه، أو الركون إلى اللذات البهيمية
 وأما طلب المال، أو الجاه، أو الركون إلى اللذات البهيمية، فالعلم أعز من أن ينال مع غيره، أو على سبيل التبعية، ولذلك ترى كثيرا من الناس لا ينالون من العلم قدرا صالحا يعتد به، لاشتغالهم عنه بطلب المنصب والمدرسة، وهم يطلبونه دائما، ليلا ونهارا، سرا وجهارا، ولا يفترون، وكان ذكرهم وفكرهم تحصيل المال والجاه، مع أنها لهم في اللذات ‏(‏1/ 237‏)‏ الفانية، وعدم ركونهم إلى السعادة الباقية، ومناصبهم في الحقيقة مناصب أجنبية، لأنها شاغلة عن الشغل والتحصيل، على القانون المعتبر في طريقه‏.

٣. ضيق الحال، وعدم المعونة على الاشتغال، فمن أعظم العوائق وأشدها، لأن صاحبه مهموم ومشغول القلب أبدا‏.
٤. إقبال الدنيا
وأما إقبال الدنيا، وتقلد العمل، فلا شك أنه يمنع صاحبه عن التعليم والتعلم‏.
٥. كثرة التأليف في العلوم، وكثرة الاختصارات، فإنها مخلة عائقة‏.
وأما كثرة المصنفات في العلوم، واختلاف الاصطلاحات في التعليم، فهي عائقة عن التحصيل، لأنه لا يفي عمر الطالب - بما كتب في صناعة واحدة - إذا تجرد لها، لأن ما صنفوه في الفقه مثلا من المتون والشروح، لو التزمه طالب لا يتيسر له، مع أنه يحتاج إلى تمييز طرق المتقدمين والمتأخرين، وهي كلها متكررة، والمعنى واحد‏.‏
والمتعلم طالب، والعمر ينقضي في واحد منها، ولو اقتصروا على المسائل المذهبية فقط لكان الأمر دون ذلك، ولكنه داء لا يرتفع؛ ومثله علم العربية أيضا، في مثل كتاب سيبويه، وما كتب عليه، وطرق البصرييين، والكوفيين، والأندلسيين، وطرق المتأخرين، مثل‏:‏ ابن الحاجب، وابن مالك، وجميع ما كتب في ذلك‏:‏ كيف يُطالب به المتعلم‏؟‏ وينقضي عمره دونه، ولا يطمع الذي هو آلة من آلات ‏(‏1/ 238‏)‏ ووسيلة، فكيف تكون في المقصود الذي هو الثمرة‏؟‏ - ولكن الله يهدي من يشاء، وهو أعلم بالمهتدين‏.‏
وأما كثرة الاختصارات المؤلفة في العلوم فإنها مخلة بالتعليم، فقد ذهب كثير من المتأخرين إلى اختصار الطرق والأنحاء في العلوم، يولعون بها، ويدونون منها برنامجا مختصرا في كل علم، يشتمل على حصر مسائله وأدلتها، باختصار في الألفاظ، وحشو القليل منها بالمعاني الكثيرة من ذلك الفن، وصار ذلك مخلا بالبلاغة، وعَسِرا على الفهم‏.‏وربما عمدوا إلى الكتب الأمهات المطولة في الفنون، للتفسير والبيان، فاختصروها تقريبا للحفظ، كما فعله ابن الحاجب في الفقه وأصول الفقه، وابن مالك في العربي، والخونجي في المنطق، وأمثالهم، وهو فساد في التعليم، وفيه إخلال بالتحصيل، وذلك لأن فيه تخليطا على المبتدئ، بإلقاء الغايات من العلم عليه، وهو لم يستعد لقبولها بعد، وهو من سوء التعليم؛ ثم فيه - مع ذلك - شغل كبير على المتعلم، بتتبع ألفاظ الاختصار العويصة للفهم، بتزاحم المعاني عليها، وصعوبة استخراج المسائل من بينها، لأن ألفاظ المختصرات تجدها - لأجل ذلك - صعبة عويصة، فينقطع في فهمها حظ صالح من الوقت‏.

الخلاصة :

-       يبغى على طالب العلم أن يحسن النية فى طلب العلم بأن يقصد به وجه الله تعالى و العمل به.
-       الرياء و النفاق و الكبر و حب المدح من مفاسد النية الصحيحة.
-       العمل هو ثمرة العلم النافع.
-       يجب على طالب العلم أن يعالج معوقات الإخلاص.
-        فى طلب العلم عوائق كثيرة




الخلا صة و الختام

ولقد ذكرنا مما سبق ببعض الأمور المهمة المتعلقة لفضله و العوائق فى سلوكه. أن طلب العلم فريضة على كل مسلم وله أجر عظيم و فضا ئل كثيرة كما قال تعالى : {‏‏يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ‏} ‏[‏المجادلة‏:‏ 11‏]‏ و سنذكر لكم عدة الخلاصة منها:
١. الإخلاص فى طلب العلم وهو أصعب أمر فى حمايتة, لأن هناك مفاسد التي تسبب صاحبه بعيد من الثواب بل عذاب الله كما جاء فى الحديث :قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ((إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد، فأُتى به، فعرَّفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت، قال: كذبت، ولكنك قاتلت لأن يقال جريء، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل تعلم العلم وعلَّمه، وقرأ القرآن، فأُتي به فعرَّفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته، وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم، وقرأت القرآن ليقال هو قارئ، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار. ورجل وسَّع الله عليه، وأعطاه من أصناف المال كله، فأُتى به فعرَّفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك، قال: كذبت، ولكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي في النار)) رواه مسلم (3527).
٢.أن يتقى الله ويبتعد عن المعاصى فى طلب العلم لأن العلم نور, ونورالله لا يهدى لعاص
٣.يقدم العلم قبل قول و عمل, و العمل بالعلم لأن علم إن لم يترجم إلى عمل فما فا ئدة منه.
٤. الصبر فى سلوك طلب العلم
٥. الإهتمام بالآداب فى طلب العلم
٦. يجب على طالب العلم ان يبذل جهده و أن يضحي ما يحبه لينال مجد العلم لأن فى سيره عوائق كثيرة لا ينجح إلآ المخلصون المجتهدون.
لعلى الله أن يسهلنا فى رحلة طلب العلم و يحمينا بنيتنا إستقامة فى سلوكه و يجعلنا حجة كما روي فى الحديث  قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له ) ( رواه مسلم)



الفهرس

الموضوع


الصفحة
المقدمة

1
·       أولا : سبب إختيار الموضوع و مشكلة البحث

3
·       ثانيا : تحديد مشكلة البحث

4
·       ثالث : فائدة البحث

4
الفصل الأول: تعريف الإخلاص

5
·       الإخلاص في اللغة

5
·       الإخلاص في الاصطلاح

5
·       الإخلاص في طلب العلم يكون في أمور

6
الخلاصة

7



الفصل الثانى: أهمية الإخلاص

8
·       من فضائل الإخلاص 

9
·       تعريف العوائق

11
ا. لغة
٢ ـ شرعا


11
الخلاصة

12



الفصل الثالث:  تعريف طلب العلم

13
1. آداب طلب العلم نفسه

13
2. آداب طالب العلم مع الشيخ :

14
3. آداب طالب العلم في حلقته

21
4. آداب العالم

21
5. وإذا رأى من لا يقيم صلاته أو طهارته أو شيئًا من الواجبات عليه إرشاده بتلطف ورفق

22

الخلاصة


23
الفصل الرابع : حكم طلب العلم

24



فضائل العلم

25
الخلاصة

28



الفصل الخامس: الإخلاص في طلب العلم و عوائقه

29



ا. سلسلة في طلب العلم

29
أولاً :  حقيقة الإخلاص

29
         ثانيا: أهمية التعلم و التفقه و طلب العلم بإخلاص

30
ثالثاً : كيفية طلب العلم

31
رابعاً: النيته الصحيحة

32
خامسا: حماية الإخلاص

37
سادسا: معوقات الإخلاص وعلاجها

38
ب. العوائق في طلب العلم

39
١. الوثوق بالمستقبل والوثوق بالذكاء

39
٢. طلب المال، أو الجاه، أو الركون إلى اللذات البهيمية

39
٣. ضيق الحال، وعدم المعونة على الاشتغال،

40
٤. إقبال الدنيا

40
٥. كثرة التأليف في العلوم

40
الخلاصة

41
الخلا صة و الختام

42


 
مراجع
                                                                
١.
القرأن الكريم و ترجمه معانيه الى اللغة الأندونيسية, من  مؤسس مملكة العربية السعودية
٢.
صحيح البخاري, محمد بن إسماعيل البخاري الجعفي, دار ابن كثير سنة النشر: 1414هـ / 1993م 
٣.
صحيح مسلم, باب كتاب العلم, شرح النووي على مسلم, دار الخير سنة النشر: 1416هـ / 1996م
٤.
سلسلة الحديث  الصحيحة, محمد ناصر الدين الألباني, مكتبة المعارف 1422 هـ
٥.
فضل علم السلف على الخلف, ابن رجب الحنبلي, دار عمار الأردن 1406 هـ
٦.
العلم : فضله وشرفه Description: http://www.almanhaj.com/vb/images/smilies/start.gifمن درر كلام ابن قيم الجوزية Description: http://www.almanhaj.com/vb/images/smilies/end.gif، تحقيق علي بن حسن الحلبي ، مجموعة التحف النفائس الدولية ، الرياض ، ط 1 ، 1416 هـ / 1996
٧.
الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي, ابن قيم الجوزية,
دار ابن الجوزي 1416 هـ
٨.
كتاب العلم, محد بن صالح العثيمن, دار الثريا للنشر والتوزيع 1420 هـ
٩.
كتاب حلية طالب العلم, شيخ بكر ابو زيد, دار ابن الجوزي
١١
آداب طلب العلم, اناس بن احمد الخرزون, نور مكتبة للنشر والتوزيع بالرياض 1418 هـ
تذكرة السامع و المتكلم في آداب العالم و و المتعلم,  الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ
١٢
قاموس المنجد فى اللغة و الأعلام, دار المشرق, بيروت, لبنان, جمع الحقىق مخوظه الأربعون 2003
١٣
·       قاموس لسان العربى أندونيسى, المنور, أحمد ورسون ؛ pustaka progresif
Surabaya
١٤
ألأزهرى تهذيب اللغة موقع الوراق
١٥
كتاب القراءة للمستوى الرابع, الدرس الخامس عشر, الصفحة, جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
١٦
Http/www.saaid.net/ سلسلة طلب العلم
١٧
بما يكون الإخلاص طلب العلم Http/www.bayenahsalaf.com
١٨
١٩
 المصدر :net http://majles.alukah.